Contact us
Open notifications

إشعارات

  • لا يوجد إشعارات جديدة

     

]

التحليل الاقتصادي

التحليل الاقتصادي

03.11.2025

 

تشير التقديرات الرسمية الأولية إلى توسع نمو الناتج المحلي الإجمالي للمرة الثانية على التوالي في الربع الثاني من عام 2025، مدعوماً بعودة قطاع النفط إلى التوسع وتسارع النشاط الاقتصادي في القطاعات غير النفطية. وسجل الناتج المحلي النفطي زيادة هامشية، هي الأولى منذ أكثر من عامين، مع ارتفاع إنتاج النفط الخام تماشياً مع التراجع التدريجي في التخفيضات الطوعية للإنتاج من قبل مجموعة أوبك-8. وفي المقابل، شهدت الأنشطة غير النفطية دعماً من تحسن في قطاعات الإنشاءات والاتصالات والعقارات. وتبدو التوقعات قصيرة الأجل واعدة، في ظل استمرار نشاط المشاريع، ونمو قوي في الائتمان المصرفي، ودورة أعمال مدعومة بتيسير نسبي في السياسة النقدية.

عودة قطاع النفط إلى النمو مع توقعات بتسارع إضافي

نما الناتج المحلي النفطي بنسبة 0.2% على أساس سنوي في الربع الثاني من عام 2025، مسجلاً أول نمو منذ الربع الأول من عام 2023، وذلك بعد بدء مجموعة أوبك-8 في التراجع عن التخفيضات الطوعية للإنتاج في أبريل 2025. وتعكس هذه الزيادة ارتفاع إنتاج الكويت من النفط الخام خلال الفترة نفسها بالنسبة ذاتها (0.2%، على أساس سنوي) ليصل إلى متوسط 2.418 مليون برميل يومياً، وفقاً للمصادر الرسمية. ومنذ ذلك الحين، واصلت أوبك-8 إعادة الإمدادات بوتيرة قوية، إذ استعادت كامل التخفيضات الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يومياً من عامي 2023-2024 بحلول نهاية سبتمبر، أي قبل عام من الموعد المحدد، وبدأت في المرحلة الثانية من التخفيضات (1.66 مليون برميل يومياً من مايو 2023) في أكتوبر. وبالنسبة للكويت، يعني ذلك زيادة في إنتاج النفط بمقدار 135 ألف برميل يومياً بحلول نهاية الربع الثالث، قبل احتساب التخفيضات التعويضية، وزيادة إضافية بمقدار 128 ألف برميل يومياً بحلول منتصف عام 2026، بافتراض عدم توقف أو عكس جدول إعادة الإمدادات من قبل أوبك+ في الأشهر المقبلة.

 

 الرسم البياني 1: الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي
 (على أساس سنوي %)
المصدر: الإدارة العامة للإحصاء، Haver، تقديرات بنك الكويت الوطني
 
 الرسم البياني 2: إنتاج النفط والقطاع النفطي
 
المصدر: الإدارة العامة للإحصاء، JODI، OPECـ تقديرات بنك الكويت الوطني

 

تسارع نمو الناتج المحلي غير النفطي في الربع الثاني من عام 2025

سجل الاقتصاد غير النفطي نمواً بنسبة 3.1%، على أساس سنوي، في الربع الثاني من عام 2025، متسارعاً من نسبة 2% المسجلة في الربع الأول، وللربع الثالث على التوالي من المكاسب السنوية الإيجابية. وقاد النمو في الربع الثاني تسارع في قطاعات الإنشاءات (12.6%)، الاتصالات (8%)، العقارات (7.2%)، والصحة والعمل الاجتماعي (5.9%). ومن المتوقع أن يبقى قطاع الإنشاءات محركاً رئيسياً لنمو الناتج المحلي غير النفطي في المدى القريب، مع تركيز الحكومة على تنفيذ مجموعة كبيرة من مشاريع البنية التحتية، بما في ذلك بناء مدن سكنية جديدة، وشبكات الطرق، وتطوير مرافق الطاقة والمياه. وقد حد من هذا التسارع جزئياً تباطؤ النمو في أكبر ثلاث قطاعات ضمن الاقتصاد غير النفطي: الإدارة العامة والدفاع (+0.9%)، الوساطة المالية والتأمين (+1.9%)، والتصنيع (+0.3%). وفي المقابل، سجلت قطاعات التجارة بالجملة والتجزئة (-5.1%)، الكهرباء والغاز والمياه (-1.9%)، الخدمات الشخصية والمنزلية (-1.2%)، و"الخدمات الأخرى" (-1.1%) انخفاضاً في الإنتاج.

توقعات بتسارع النمو الإجمالي في 2025-2026

ارتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1.7% على أساس سنوي في الربع الثاني من عام 2025، مؤكداً عودته إلى النمو الإيجابي بعد سبعة أرباع متتالية من الانكماش خلال عامي 2023-2024 نتيجة التخفيضات المطولة في إنتاج النفط. وتبقى التوقعات إيجابية بفضل ارتفاع إنتاج النفط الخام، وتحسن بيئة الأعمال، ودفع الحكومة لجهود الإصلاح. ومع انخفاض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس هذا العام واحتمال تراجعها أكثر في عام 2026، من المتوقع أن يحظى نمو الائتمان بدعم جيد بعد المستويات القوية المسجلة هذا العام (+6% حتى سبتمبر). ومن شأن انخفاض تكاليف الاقتراض أن يعزز النشاط في قطاع العقارات، الذي شهد قفزة إلى أعلى مستوى له منذ 11 عاماً في الربع الثالث من عام 2025. في الوقت نفسه، كان نشاط إسناد المشاريع قوياً هذا العام، ويتجه لمعادلة المستوى المرتفع المسجل في عام 2024، مدعوماً بالتزام الحكومة بتوسيع قدرات إنتاج النفط والطاقة وتطوير البنية التحتية بشكل عام كما تم ذكره أعلاه.

ومع ذلك، تبقى هناك مخاطر سلبية على التوقعات، أبرزها انخفاض أسعار النفط، وهو من الديناميكيات المهمة التي تستحق المتابعة في ظل مؤشرات على فائض محتمل في المعروض في الأسواق النفطية، مما قد يضغط على المالية العامة ويوسع العجز. ومع ذلك، تمكنت الحكومة من تأمين مصادر تمويل إضافية لسد الفجوة التمويلية من خلال نجاحها في بيع السندات. ويعد قطاع المستهلكين نقطة ضعف أخرى، إذ لا يزال الإنفاق ضعيفاً نسبياً مقارنة بالسنوات الأخيرة (تشير بيانات البنك المركزي إلى انخفاض المعاملات عبر البطاقات بنسبة 5.9% على أساس سنوي في الربع الثاني من عام 2025)، إلا أن هذا الاتجاه قد يبدأ في التراجع خلال الأرباع القادمة. وبشكل عام، نتوقع نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.3% هذا العام، وهو تحسن كبير مقارنة بعام 2024 (-2.6%)، مدفوعاً بنمو في كل من قطاعي النفط (+2.4%) والقطاع غير النفطي (+2.2%).

 

 الرسم البياني 3: المساهمة في نمو القطاع غير النفطي
 (نقطة مئوية)
المصدر: إدارة العامة للإحصاء، Haver
 
الرسم البياني 4: النمو غير النفطي على مستوى  القطاعات الفرعي في الربع الثاني من 2025   
(على أساس سنوي %) 
المصدر: إدارة العامة للإحصاء

 

حمّل التقرير >